داء الفيل ( الفيلاريا الليمفاوية )
تعريف المرض :
داء الفيل أو مرض الفيلاريا الليمفاوية Lymphatic filariasis هو مرض من الأمراض الطفيلية التى تسببها أنواع من الديدان التى تكون موجودة عادةً فى المناطق الإستوائية .
ويتسبب هذا المرض فى تضخم حجم الساقين والذراعين والأعضاء التناسلية للمريض بشكل ملحوظ جداً ، وقد تصل إلى أحجام كبيرة تشبه الأحجام فى الفيل ، ومن هنا جاءت تسمية المرض بإسم داء الفيل .
الأسباب :
هناك عدة أنواع من الديدان التى تسبب مرض الفيلاريا أو داء الفيل ، وهى تنتقل إلى الإنسان عن طريق بعض أنواع البعوض :
Wuchereria bancrofti :
ديدان واشيريريا بانكروفتى هى أشهر الأنواع حيث تمثل حوالى تسعون بالمائة من الحالات ، ويقوم بنقلها إلى الإنسان أنثى بعوضة الكيولكس Culex .
Brugia malayi :
ديدان بروجيا ملاى يقوم بنقلها إلى الإنسان بعوضة المانسونى Mansoni .
Brugia timori :
ديدان بروجيا تيمورى يقوم بنقلها إلى الإنسان بعوضة الأنوفيليس Anopheles .
ملحوظة هامة : بعوضة الأنوفيليس هى المشهورة فى نقل مرض الملاريا .
دورة الحياة :
عندما تقوم أنثى البعوضة الحاملة للمرض بلدغ الإنسان فإنها تحقن فى دمه اليرقات من نوع الديدان التى تحملها ، وتنتقل هذه اليرقات إلى الجهاز الليمفاوى والأوعية الليمفاوية حيث تستقر بالغدد الليمفاوية أو قريباً منها .
تنمو هذه اليرقات وتتطور لتصل إلى الطور البالغ فى خلال عامين ، وتعيش الديدان البالغة فى جسم الإنسان لعدة أعوام قد تصل إلى عشرون عاماً ، وهى تتزاوج لتلد إناثها كائنات ميكروسكوبية تسمى الميكروفيلاريا .
تهاجر الميكروفيلاريا بعد ذلك إلى الأوعية الدموية لتستقر فى مجرى الدم ، وعندما تتغذى البعوضة على دم ذلك الشخص المصاب فإنها تبتلعها وتصبح تلك البعوضة حاملة للمرض ، حيث تنضج كائنات الميكروفيلاريا داخل جسم البعوضة لتتحول إلى يرقات فى خلال أسبوع واحد فقط .
ملحوظة هامة : فى حالة عدم إبتلاع كائنات الميكروفيلاريا بواسطة البعوضة فإنها تموت فى خلال ما يقرب من عام .
الأعراض :
يمكن تقسيم أعراض داء الفيل إلى مجموعتين من الأعراض ، وهما مجموعة أعراض الإصابة الحادة وهى الأعراض التى تظهر فى بداية الإصابة بالمرض ، ومجموعة أعراض الإصابة المزمنة وهى الأعراض التى تظهر بعد ذلك :
أعراض الإصابة الحادة :
- حمى وإرتفاع فى درجة حرارة الجسم .
- ألم بمنطقة الحوض ( المنطقة الإربية ) .
- تضخم فى الغدد الليمفاوية بالجسم .
- تورم بمنطقة الإصابة مع ظهور قرح .
- قد يحدث تكوين خراريج بالجلد أو فى الغدد الليمفاوية المصابة .
أعراض الإصابة المزمنة :
يحدث تضخم فى حجم الساقين والذراعين والأعضاء التناسلية للمريض ، وقد يصل حجم هذه الأعضاء إلى أحجام كبيرة قد تشبه الأحجام فى الفيل ، مع تغيير فى لون الجلد فى هذه الأماكن ليصبح داكن اللون ومتصلب . وكل هذه الأعراض تنعكس على الحالة النفسية للمريض بشكل كبير حيث انها تسبب للمريض إعاقة فى الحركة وممارسة نشاطه اليومى .
التشخيص :
يتم التشخيص عن طريق الفحص المعملى لعينة من دم المريض للكشف عن وجود الميكروفيلاريا بها ، وتلك العينة يجب سحبها من المريض فى فترة الليل حيث تنتشر الميكروفيلاريا فى الأوعية الدموية الطرفية ، وهو نفس وقت لدغ البعوض
كما يجب فحص منطقة البطن والحوض والمنطقة الإربية وكيس الصفن للكشف عن إنسداد الأوعية الليمفاوية وتضخم الكبد والطحال
العلاج :
عادةً ما تكون نتائج العلاج جيدة إذا ما بدأ مبكراً ، ويكون العلاج باستخدام بعض الأدوية التى من أشهرها التالى :
ثنائى إيثيل كاربامازين - Di ethyl Carbamazine - DEC :
يتوفر هذا الدواء على شكل أقراص ، وهو فعال فى قتل الميكروفيلاريا والديدان البالغة ، ولكن تأثيره على الميكروفيلاريا أسرع بكثير من الديدان البالغة ، ويفضل تكرار العلاج على المدى الطويل للتخلص من الطفيل .
إيفرمكتين - Ivermectin :
هذا الدواء قد حقق نجاحاً كبيراً فى قتل الميكروفيلاريا ولكن تأثيره على الديدان البالغة لم يتم إثباته حتى الآن .
عند موت الديدان البالغة مع العلاج يحدث تفاعلات فى جسم المريض يمكن أن نقللها بإستخدام أدوية الكورتيزون .
قد يحتاج المريض للتدخل الجراحى لسحب السوائل المتجمعة فى مكان التورم ولإزالة الديدان الميتة ولإزالة الأنسجة الدهنية والليفية الزائدة .
الوقاية :
الإهتمام بالقضاء على أماكن تكاثر البعوض واستخدام المبيدات الحشرية ضده وارتداء الملابس الواقية ، وعند زيارة المناطق المعروف أنه يوجد بها داء الفيل فيمكن إعطاء دواء ثنائى ايثيل كاربامازين بجرعات وقائية .