التشنج الحرارى ومدى تأثيره على الأطفال |
مقدمة عن التشنج الحرارى وتعريفه
مع إنتشار ظاهرة التشنج الحرارى بين الأطفال كان لابد من إلقاء الضوء على هذه الظاهرة التى قد تكون بسيطة ولا تحمل وراءها أسباب كبيرة ، وقد تكون معقدة وتحمل وراءها أسباب خطيرة . والتشنج الحرارى كما هو واضح من إسمه هو تشنج فى العضلات يكون مرتبطاً بإرتفاع درجة حرارة الجسم لأى سبب من الأسباب ، وهو يحدث فى شكل رعشة أو إنقباضات أو تيبس فى العضلات ، وينتشر حدوثه فى الأطفال من سن ثلاثة أشهر إلى خمس سنوات .
أنواع التشنج الحرارى عند الأطفال :
(١) التشنجات الحرارية البسيطة :
فى هذا النوع تستغرق نوبة التشنجات أقل من ربع ساعة ولاتتكرر فى اليوم الواحد وتكون التشنجات عامة .
(۲) التشنجات الحرارية المعقدة :
فى هذا النوع تستغرق النوبة أكثر من ربع ساعة وتعاود الطفل أكثر من مرة فى اليوم الواحد وتكون التشنجات جزئية .
أسباب التشنج الحرارى عند الأطفال :
تشير أغلب الدراسات إلى إرتباط التشنج الحرارى بحركة الكهرباء بالمخ ، حيث تحتوى الإليكتروليتات (كهرباء المخ) على عدد كبير من المعادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم ، وتلك المعادن يكون لها دور كبير فى التفاعلات الكيميائية داخل العضلات ، ونتيجة لوجود نقص فى هذه المعادن فى جسم الطفل تبدا المشكلة ويحدث التشنج .
أعراض التشنج الحرارى عند الأطفال :
تتمثل الأعراض فى حدوث تشنجات بالعضلات تتميز بفقد مفاجئ للوعى وشخوص البصر لأعلى ، وقد يكون ذلك مصاحباً بأعراض أخرى مثل سيلان اللعاب من الفم والتبول اللاإرادى ، وفى بعض الحالات تتمثل الأعراض فى حدوث إهتزازات فى جزء من الجسم مثل الفم أو اليد أو القدم ، وفى حالات أخرى قد لا يحدث تشنجات ولكن إرتخاء عام فى كامل الجسم مع فقد للوعى وشحوب بالوجه . تلك هى الصور التى قد تظهر بها نوبات المرض عند الإرتفاع المفاجئ لدرجة حرارة جسم الطفل ، ويزيد من فرصة حدوث هذه النوبات أى فقد من سوائل الجسم المحملة بالمعادن مثل المجهود البدنى فى الأجواء الحارة مما يؤدى لعرق شديد أو كما يحدث فى حالات النزلات المعوية من إسهال شديد أو قئ .
تشخيص التشنج الحرارى عند الأطفال :
يجب التفريق بين التشنجات الحرارية والتشنجات التى قد تكون لها أسباب أخرى مثل الإلتهاب السحائى أو أورام المخ أو تشنجات الصرع وغيرها من الأسباب . حالات التشنجات الحرارية البسيطة لا تحتاج لعمل أى فحوصات ، أما فى حالة التشنجات الحرارية
: المعقدة فقد نحتاج لعمل الفحوصات التالية
(۱) الإختبارات المعملية مثل صورة الدم وقياس نسبة المعادن مثل الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم .
(۲) عمل أشعة مقطعية على الرأس فى حالة الشك فى وجود أورام .
(۳) عمل تخطيط الدماغ المعروف بإسم رسم المخ فى حالة الشك فى الصرع .
(٤) عمل بزل قطنى لتحليل سائل النخاع الشوكى فى حالة الشك فى الإصابة بالإلتهاب السحائى .
مصير التشنج الحرارى عند الأطفال :
التشنجات الحرارية ليس لها أى مضاعفات وليس لها اى تاثير على نمو الطفل الذهنى أو الحركى وعادةً لا تصاحب الطفل مدى الحياة ، ولا يصاب بها الطفل بعد سن السادسة ، ولكن فى حوالى خمسة بالمائة من الحالات قد يصاب الطفل بعد سن السادسة بتشنجات غير حرارية (الصرع) ، وإحتمالية حدوث ذلك تكون أكبر فى الحالات التالية :
(١) إصابة الطفل بتشنجات حرارية فى سن مبكرة قبل تسعة أشهر من العمر .
(٢) وجود اى تاريخ مرضى لإعاقة ذهنية او حركية للطفل .
(٣) وجود تاريخ عائلى للصرع من أقارب الدرجة الأولى .
(٤) حالات التشنجات الحرارية المعقدة التى تستمر النوبة فيها أكثر من خمسة عشر دقيقة وتتكرر أكثر من مرة فى اليوم الواحد وتكون التشنجات فيها جزئية .
الإسعافات الأولية للتشنج الحرارى عند الأطفال :
(١) نقل الطفل لمكان بارد ومكيف بعيداً عن درجات الحرارة المرتفعة ، ووضعه على جانبه الأيمن مع إمالة رأسه قليلاً للخلف لتجنب حدوث أى إختناق .
(٢) التعامل مع عضلات الطفل برفق ولطف وعدم تحريكه كثيراً حتى تمر النوبة بأمان .
(٣) عدم التفكير فى إعطاء الطفل أى شيئ بالفم حتى لا نعرض الطفل للشرقة والإلتهاب الرئوى .
(٤) التوجه للطبيب فور مرور النوبة أو فى حالة إستمرارها لأكثر من عشر دقائق .
علاج التشنج الحرارى عند الأطفال :
(١) الإهتمام بالمسالك التنفسية للطفل وإعطائه الأكسچين وادوية التشنج .
(٢) السيطرة السريعة على درجة الحرارة والبحث عن سبب إرتفاع الحرارة وعلاجه .
(٣) إستبعاد الحالات المرضية الأخرى التى قد تكون مسببة للتشنج .
موضوع أكثر من رائع ومفيد جدا ، جزاكم الله خيرا على إستفادتى الكبيرة من هذهِ المعلومات
ردحذفوجزاكم خير الجزاء
حذف